الطلبة من الامتحان إلى الإجازة ماذا نفعل؟
اعداد/ قسم الاسرة
العطلة أو الإجازة هي وقت معين قد يكون يوما أو أياماً أو شهور تمنح للشخص للتخفيف من عبء الحياة والمتاعب اليومية التي يمر بها ويعانيها، هناك العطل الأسبوعية وفيما يخص للطلبة فلديهم العطلة الربيعية ومن ثم الصيفية، وتمنح لهم بعد عناء الدراسة لتجديد نشاطهم والترويح عنهم، وبالطبع يختلف كل منهم في كيفية استغلال أوقات العطل، وكيفية قضاء أوقاتها، ويكون هذا الاختلاف باختلاف الأعمار والأماكن والتوجهات وكل ذلك يتبع التربية والتوجيه الذي يتلقاه الشخص منذ الصغر فبعد مضي وانقضاء فترة الامتحانات وبرد أيامها يحل علينا الربيع حاملا معه البسمة والأمل، وهو فعلا أمل ينتظره الأبناء بفارغ الصبر،لأخذ قسط من الراحة بعد أيام السهر والنهوض المبكر ومذاكرة الدروس وخوف الامتحان ورهبته.
تحل هذه الأيام العطلة الربيعية على أبنائنا والبرد لازال يعم أجواءنا ومع ذلك هم فرحون مستبشرون بها، والسؤال هنا كيف يقضي أبناؤنا عطلتهم؟ أو كيف نجعلهم يستثمرونها؟
السؤال قد يكون بحاجة إلى إجابة الأبناء أنفسهم ولكن حوارنا يضم الآباء أيضا لأنهم المعنيون بهم والمسئولون عن توجيههم وإرشادهم إلى الطريق القويم.
النوم
السيدة أم أمال تقول: بعد أن ينفض أبناءنا عن كاهلهم عبء الدراسة وسهر الليالي فهم يفضلون الراحة وأول يوم يكون في النوم لتعويض السهر واخذ قسطا من الراحة وقد اعتدنا مع أبنائنا أن لا نضايقهم في اليوم الأول ونتركهم على سجتهم وطبعا تحت رعايتنا المستمرة ولكن بعدها نبدأ بوضع جدول لأيام العطلة كي لا تضيع أيامها هباء اً دون فائدة تذكر، وبالطبع نتشارك أنا وإياهم في وضعه من اجل تعويدهم على استغلال الوقت وعدم إضاعته لان كل دقيقة من حياتنا لها قيمة ومعنى فان ذهبت دون فائدة أخذت معها الخير كله،وبما أني موظفة فيبدأ تقسيم إعمال المنزل كل حسب قابليته،فكل واحد من الأولاد له اهتماماته ورغباته وهذا يختلف باختلاف أعمارهم وجنسهم، المهم ان نجعل من العطلة متعه حقيقية مفيدة ونخرج منها بفائدة جمة.
مواصلة الدراسة
أما رأي الشاب احمد حول الإجازة الدراسية فيقول: نحن في العراق تختلف حتى العطل عندنا وعطلنا ما شاء الله كثيرة، فغالبا ما تتخلل أيام الدراسة عطلة بين الفينة والأخرى وقد تكون يوماً او تتجاوزه لايام حتى إننا اعتدناها وهي بالتالي أثرت سلبا علينا وعلى دراستنا وعلى المناهج الدراسية والتي نحن بحاجة الى إكمالها قبل نهاية الموسم الدراسي لأننا في صف منته وفي الحقيقة المرحلة الإعدادية كلها بحاجة إلى إنهاء موادها الدراسية لان الامتحان وزاري هذا العام، ولذا فالعطلة الربيعية لم تعد بالنسبة لنا كما هي للغير لان اغلبنا إذا لم نقل الكل منظمون إلى دورات تقوية للمناهج الدراسية من اجل إكمال المواد والسيطرة عليها قبل بدء الامتحان النهائي، لذا لا عطلة هذا العام مع استمرار الدراسة والمتابعة والله الموفق
العطلة للصغار
الشابة إيمان لاتختلف كثيرا في رأيها فهي تقول إن العطلة للصغار فقط هم من يفرحون بها ويستمتعون بها لقلة فروضهم الدراسية أما نحن فبحاجة إلى المواصلة لان المناهج مكثفة وأيام السنة وخاصة الشهر الأخير قبيل الامتحانات شهد عطل كثيرة حتى بدءنا نملها، ومع ذلك فالعطلة هي تغيير عن المعتاد وتشهد تغير في البرنامج اليومي لنا والدراسة فيها لها طعم خاص لأنها تكون بإرادتنا لاقسرا، فنحن مخيرون بين مواصلة الدراسة أو تكثيفها أو لا . وبالتأكيد سيكون لدينا متسع ولو قليل للراحة والتقاط الأنفاس.
برنامج خاص
اما الطالبة رنا فتقول أنا وضعت برنامجا خاصا بي ولعل احد يحب ان يستفيد منه، انوي وبإذن الله تعالى ان اشترك في دورة حفظ مكثفه، ولدي مجموعة من الكتب لم يكن لي الوقت لقراءتها فأحاول أن اقرءاها في العطلة واستثمر بها وقتي وكذلك لدي بعض الأشرطة لمحاضرات لعلي استفيد منها، إضافة إلى اشتراكي ببعض المواقع الدينية الملتزمة وفيها الكثير من المواضيع الجيدة جمعتها لأقرءاها في العطلة، ولدي بعض المواضيع التي بحاجة الى نقاش انوي كتابتها، وأتمنى ان يكفي وقت العطلة لكل هذا.
الوقت مهم
اما محمد فقد قال الوقت أنفاس ان ذهبت لا تعود وكلنا مقصر في هذا الجانب فلو نظرنا الى أيامنا كيف نقضيها، وأعمارنا فيما نفنيها لوجدنا إننا مقصرون والبعض يقضي الأجازة في النوم الى الظهر والعصر في الثرثرة مع الأصدقاء ويستمر الى الليل دون هدف او غاية ولا فائدة حتى من الكلام معه وكأنما العطلة للعبث والفوضى وبقضي ليله مع التلفاز وما شاكلة من ملهيات العصر ومحبطات النفس، وهو بين كل هذا أول ما أضاع صلاته الذي قد يكون التزامها أيام الامتحان، فسهر الليل يضيع صلاة الفجر ونوم الظهر أضاع صلاة الظهر والعصر والخروج والعبث أضاع بهما صلاة العصر والمغرب . فما الفائدة التي جناها من يومه هذا ؟ وما الذي أضافه ليومه ولحياته ؟ وهذا الحال ينطبق على الفتيات أيضا فالكل سيان في هذا الفراغ والعبث والفوضى وهذا كله نابع من عدم الشعور بالمسؤولية اتجاه أنفسهم بالدرجة الأولى واتجاه أهليهم ثانياً.وهكذا تضيع الأعمار وتفنى ويخرج الإنسان وهو يحمل الكثير من الأوزار وهو لم يقدم للآخرة شيئا يذكر.
ولكن الأخ زهير يقول مع وجود هذا الوجه المظلم لقضاء الأوقات الذي ذكره أخي، نجد الوجه المشرق لشباب وفتيات لا يضيعون شيئا من أوقاتهم فهم يتقلبون من طاعة لله إلى مباح يتقوون به الله سبحانه وتعالى،فنراهم حتى مع إقرانهم لا يتوانون عن النصح والإرشاد لهم ولغيرهم والتذكير بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنجدهم مصابيح تضيء للخير دوما فأوقاتهم لا تمضي دون فائدة ولا يعرف الفراغ لحياتهم معنى بل على العكس فهم يشكون قلة الوقت لانشغالهم المستمر فكل منهم يعرف ما يناسبه لقضاء وقته وما يناسب هذا قد لا يناسب ذلك لذا علينا أولا ان نعي ما يناسبنا ووفق قدراتنا ولكن تبقى هناك أمور قد نشترك به وقد تفيد ان ذكرتها لكم فالورد اليومي من القران يجب المداومة عليه وكذلك الأذكار في الصباح والمساء ولا تنسوا السنن وصلاة الضحى والوتر وقيام جزء من الليل فكل ذلك يشعرك بقربك من الله وتشعر معه بمتسع من الوقت وتبدأ معه الشعور بأهمية الانجاز والتطوير لحياتك التي يصبح لها قيمة ومعنى، حتى ان حديثك مع صحبك يصبح له قيمة وذو فائدة لك ولهم وقد تشكل قدوة حسنة لهم لأنك بحوارك البناء مع أقرانك تصبح لك ملكة الحوار وإلقاء المحاضرات، وبالإمكان تدوين بعض القصص التي تمر بك وإرسالها لمن يستفيد منها، وكذلك ان لا نفوت الفرصة في حفظ أجزاء من القران او المراجعة والمذاكرة فيه.
ختاما
الإجازة او العطلة ايًا كان المسمى فهو فرصة للكبار والصغار معاً، للأولاد وللإباء أيضا لالتقاط الأنفاس لان الإباء يعانون مع ابنائهم في أيام الامتحانات والخوف والقلق يلازمهم طيلة هذه الفترة وكأن الامتحان للباء وليس للأبناء والبعض من الإباء يكون في توتر مستمر حتى إن إعماله وإشغاله تتأثر لهذا السبب، والبعض يأخذ إجازة من عمله في فترة الامتحانات ليتفرغ لابنه ويشاركه هذه الفترة. المهم هو وقت عصيب على الجميع وهو اختبار لهم أيضا في قدرة التحمل والصبر والحفاظ على سلامة أعصابهم التي قد يفقدها البعض لمجرد أن الابن لم يجب إجابة كاملة في احد أيام امتحاناته، إذا جاءت العطلة فلنستمتع بها ونقضي أيامها فيما فيه فائدة لنا ولأولادنا وعلينا أن لا نضيع دقيقة واحدة دون حساب لنتائجها . والعطلة فرصة لصلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية، ولا باس من التنزه والسفر المباح لتغيير الأجواء وطرد الروتين والملل من حياتنا . فنحن بحاجة إلى التجديد بين فترة وأخرى لاستعادة النشاط ومن اجل تجدد الأفكار والإبداع في أعمالنا وفي الدراسة لطلبتنا . المهم هو استثمار هذه الأوقات في تنمية القدرات الفكرية عبر المطالعة طبعا وكما ذكرنا هناك من يسافر ومنهم من يبحث عن عمل يكسب به لشراء ما يلزمه وهناك من يقضيها - العطلة - في اللهو واللعب فالطلاب لهم طاقة وحيوية هم بحاجة إلى تفجيرها ويبقى السؤال أين؟.