مقاطع من رواية النسيان للكاتبة احلام مستغانمي
-يحتاج الرجل العربي أن يضعك في قفص الاتهام كي يمن عليك بالعفو ويكون حينها " سيدك"
الرجل هو حـــاكم عربي صغير لم تسمح الظروف أن يحكم شعبا ولكن وضعك الله في طريقه و أنت شعبه.
وعليك أن تعرفي إذن أنك لن تسمعي منه كلمة اعتذار ما حييت....
ومهما اقترف من أخطاء في حقك ... لن تستطيعي محاسبته....
-في محاولته لنسيانك لن يذهب أبعد منك .. فلا تبحثي بعيدا
إنه مع أقرب صديقة لك . أو مع عدوّتك اللدود حسب الخيار المتوفر وحسب درجة حنينه إليك وكرهه لك.
في الأولى امتداد لك وتنكيل بك . إنها الطعنة الأكثر إيلاما ولو استطاع لخانك مع أمك أو أختك
في الثانية تحالف مع عدوتك بحثا عن امرأة تزايد عليه تشويه لصورتك . سيسعد لأنها بكرهها لك تطمئنه إلى صواب قراره في التخلي عنك . في كل علاقة نسائية سيتغذى بكل ما يشبهك .. وما يؤلمك ..
-لا تستسلمي لشهوة الانتقام أيا كان غدره بك . غادري حياة من أحببت كنسمة , لا تدمري مكانا أقمت به ..
لا تشوهي صيت رجل أحببته ..
لقد وجد الحب لنتحدى به العالم .. لا لنتحدى به من نحب !!!
....
-أننا نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوماً من قصص حبها الفاشلة، بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دائماً الحب .
حينها فقط ، عندما نشفي من هشاشتنا العاطفية المزمنة ، بسبب تاريخ طاعن في الخيبات الوجدانية . يمكننا مواجهتهم بما يليق بالمعركة من صلابة وصرامة.
ذلك أنه ما كان بإمكانهم الاستقواء علينا لولا أن الخراب في أعماقنا أضعفنا . ولأن قصص الحب الفاشلة أرّقتنا وأنهكتنا .. والوضع في تفاقم ..
بسبب الفضائيات الهابطة التي وجدت كي تشغلنا عن القضايا الكبرى وتسوّق لنا الحب الرخيص والعواطف البائسة
فتبقينا على ما نحن عليه من بكاء الحبيب المستبد ... ونسيان أنواع الاستبداد الأخرى ...
-لا تستسلمي لشهوة الانتقام أيا كان غدره بك . غادري حياة من أحببت كنسمة , لا تدمري مكانا أقمت به ..
لا تشوهي صيت رجل أحببته ..
لقد وجد الحب لنتحدى به العالم .. لا لنتحدى به من نحب !!!
-لا أحد يعلمنا كيف نحبّ .. كيف لا نشقى .. كيف ننسى .. كيف نتداوى من إدمان صوت من نحب .. كيف نكسر ساعة الحبّ .. كيف لا نسهر .. كيف لا ننتظر .. كيف نقاوم تحرّش الأشياء بنا .. كيف نحبط مؤامرة الذكريات .. وصمت الهاتف . كيف لا نهدر أشهراً وأعواماً من عمرنا في مطاردة وهم العواطف .. كيف نتعاطف مع حلاّدنا من دون أن نعود إلى جحيمه .. كيف ننجو من جحيمه من دون أن نلقي بأنفسنا في تهلكة أول حب .. كيف نخرج من بعد كل حبّ أحياء وأقوياء . وربّما سعداء .
-هل من يخبرنا ، ونحن نبكي بسبب ظلم من أحببنا ، أننا يوماً سنضحك مما اليوم يبكينا ؟ سنندم كثيراً لأننا أخذنا الحبّ مأخذ الجد . فلا أحد قال لنا أنه في الواقع أجمل أوهامنا وأكثرها وجعاً .
-لماذا اخترت النسيان فصلاً أولاً وليس الحبّ ؟ لأن النسيان يؤسس الحبّ ذاكرته الجديدة ، ومن دونه لا يمكن لحبّ أن يولد . ولأنه الفصل الذي يتفوق فيه علينا الرجال ، ويذهلوننا بقدرتهم على التعافي والشفاء ، بينما تترك بعض النساء سنوات من أعمارهن ، فائض قيمة مضافة .. ثمناً لنسيان رجل سبق لحبه أن أخذ منهم سنوات أخرى .
-اصمدي ! اعرف صديقة أبدعت في الحالتين ، كانت قد انفصلت عن الرجل الذي تحبه قبل أشهر ، فلم تطلبه في عيد ميلاده رغم كونها تعرف تماماً التاريخ بحكم السنوات التي اختفلت فيها به . ثم في العام التالي هاتفته في المناسبة إياها ، ولم يصدق أن تكون تذكرته أخيراً ، لكنها عكرت عليه فرحته حين قالت ببراءة ماكره « ماهاتفتك العام الماضي في عيد ميلادك لأنني كنت مازلت أحبك وأقوم بجهد الإمتناع عن الاتصال بك . لكن ، وقد انطفأت تلك الحرائق منذ ذلك الحين ، أصبح بإمكاني اليوم أن أتمنى لك من قلبي عيد ميلاد سعيد ا »
-كلما اتسعت القطيعة تحوّل الحب إلى ضرب من المنازلة العاطفية الموجعة . كل واحد يريد من خلالها ليّ ذراع الثاني ، مراهناً على أن الآخر لا بد أن تهزمه الأشواق ، وأنه حتماً أول من سينهار ويرفع السماعة أو يرسل رسالة هاتفية ، لكن غالبا ما ينقلب السحر على العاشق . وبدل أن يقرب البعاد المحبين . بفرقهم نهائياً ، ويبدأ عندها كل واحد بالتشكيك في عواطف الآخر وينوب عن شوقه إليه حقده عليه ، وعندها تغدو لا رغبة لكل واحد إلا بالانتقام لكرامته العاطفية . ومايرى فيه الردّ الأكثر إيلاما للآخر . لعبة غبية وسادية قد يمتد دمارها إلى سنوات عدّه . حب كهذا لا يليق بغير النفوس المريضة . لقد وجد الحب لنتحدى به العالم لا لنتحدى به من نحب . في الواقع كانت لمة واحدة تكفي . كان يكفي رنة هاتف وصوت يباغتك بقول « اشتقتك » « مانسيتك » « احتاجك » لكن لا هاتف يدق. والحب الذي ولد وسط شلالات الكلمات الجميلة .. يموت لأن كلمة واحدة تنقصه !
-يحتاج الرجل العربي أن يضعك في قفص الاتهام كي يمن عليك بالعفو ويكون حينها " سيدك"
الرجل هو حـــاكم عربي صغير لم تسمح الظروف أن يحكم شعبا ولكن وضعك الله في طريقه و أنت شعبه.
وعليك أن تعرفي إذن أنك لن تسمعي منه كلمة اعتذار ما حييت....
ومهما اقترف من أخطاء في حقك ... لن تستطيعي محاسبته....
-في محاولته لنسيانك لن يذهب أبعد منك .. فلا تبحثي بعيدا
إنه مع أقرب صديقة لك . أو مع عدوّتك اللدود حسب الخيار المتوفر وحسب درجة حنينه إليك وكرهه لك.
في الأولى امتداد لك وتنكيل بك . إنها الطعنة الأكثر إيلاما ولو استطاع لخانك مع أمك أو أختك
في الثانية تحالف مع عدوتك بحثا عن امرأة تزايد عليه تشويه لصورتك . سيسعد لأنها بكرهها لك تطمئنه إلى صواب قراره في التخلي عنك . في كل علاقة نسائية سيتغذى بكل ما يشبهك .. وما يؤلمك ..
-لا تستسلمي لشهوة الانتقام أيا كان غدره بك . غادري حياة من أحببت كنسمة , لا تدمري مكانا أقمت به ..
لا تشوهي صيت رجل أحببته ..
لقد وجد الحب لنتحدى به العالم .. لا لنتحدى به من نحب !!!
....
-أننا نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوماً من قصص حبها الفاشلة، بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دائماً الحب .
حينها فقط ، عندما نشفي من هشاشتنا العاطفية المزمنة ، بسبب تاريخ طاعن في الخيبات الوجدانية . يمكننا مواجهتهم بما يليق بالمعركة من صلابة وصرامة.
ذلك أنه ما كان بإمكانهم الاستقواء علينا لولا أن الخراب في أعماقنا أضعفنا . ولأن قصص الحب الفاشلة أرّقتنا وأنهكتنا .. والوضع في تفاقم ..
بسبب الفضائيات الهابطة التي وجدت كي تشغلنا عن القضايا الكبرى وتسوّق لنا الحب الرخيص والعواطف البائسة
فتبقينا على ما نحن عليه من بكاء الحبيب المستبد ... ونسيان أنواع الاستبداد الأخرى ...
-لا تستسلمي لشهوة الانتقام أيا كان غدره بك . غادري حياة من أحببت كنسمة , لا تدمري مكانا أقمت به ..
لا تشوهي صيت رجل أحببته ..
لقد وجد الحب لنتحدى به العالم .. لا لنتحدى به من نحب !!!
-لا أحد يعلمنا كيف نحبّ .. كيف لا نشقى .. كيف ننسى .. كيف نتداوى من إدمان صوت من نحب .. كيف نكسر ساعة الحبّ .. كيف لا نسهر .. كيف لا ننتظر .. كيف نقاوم تحرّش الأشياء بنا .. كيف نحبط مؤامرة الذكريات .. وصمت الهاتف . كيف لا نهدر أشهراً وأعواماً من عمرنا في مطاردة وهم العواطف .. كيف نتعاطف مع حلاّدنا من دون أن نعود إلى جحيمه .. كيف ننجو من جحيمه من دون أن نلقي بأنفسنا في تهلكة أول حب .. كيف نخرج من بعد كل حبّ أحياء وأقوياء . وربّما سعداء .
-هل من يخبرنا ، ونحن نبكي بسبب ظلم من أحببنا ، أننا يوماً سنضحك مما اليوم يبكينا ؟ سنندم كثيراً لأننا أخذنا الحبّ مأخذ الجد . فلا أحد قال لنا أنه في الواقع أجمل أوهامنا وأكثرها وجعاً .
-لماذا اخترت النسيان فصلاً أولاً وليس الحبّ ؟ لأن النسيان يؤسس الحبّ ذاكرته الجديدة ، ومن دونه لا يمكن لحبّ أن يولد . ولأنه الفصل الذي يتفوق فيه علينا الرجال ، ويذهلوننا بقدرتهم على التعافي والشفاء ، بينما تترك بعض النساء سنوات من أعمارهن ، فائض قيمة مضافة .. ثمناً لنسيان رجل سبق لحبه أن أخذ منهم سنوات أخرى .
-اصمدي ! اعرف صديقة أبدعت في الحالتين ، كانت قد انفصلت عن الرجل الذي تحبه قبل أشهر ، فلم تطلبه في عيد ميلاده رغم كونها تعرف تماماً التاريخ بحكم السنوات التي اختفلت فيها به . ثم في العام التالي هاتفته في المناسبة إياها ، ولم يصدق أن تكون تذكرته أخيراً ، لكنها عكرت عليه فرحته حين قالت ببراءة ماكره « ماهاتفتك العام الماضي في عيد ميلادك لأنني كنت مازلت أحبك وأقوم بجهد الإمتناع عن الاتصال بك . لكن ، وقد انطفأت تلك الحرائق منذ ذلك الحين ، أصبح بإمكاني اليوم أن أتمنى لك من قلبي عيد ميلاد سعيد ا »
-كلما اتسعت القطيعة تحوّل الحب إلى ضرب من المنازلة العاطفية الموجعة . كل واحد يريد من خلالها ليّ ذراع الثاني ، مراهناً على أن الآخر لا بد أن تهزمه الأشواق ، وأنه حتماً أول من سينهار ويرفع السماعة أو يرسل رسالة هاتفية ، لكن غالبا ما ينقلب السحر على العاشق . وبدل أن يقرب البعاد المحبين . بفرقهم نهائياً ، ويبدأ عندها كل واحد بالتشكيك في عواطف الآخر وينوب عن شوقه إليه حقده عليه ، وعندها تغدو لا رغبة لكل واحد إلا بالانتقام لكرامته العاطفية . ومايرى فيه الردّ الأكثر إيلاما للآخر . لعبة غبية وسادية قد يمتد دمارها إلى سنوات عدّه . حب كهذا لا يليق بغير النفوس المريضة . لقد وجد الحب لنتحدى به العالم لا لنتحدى به من نحب . في الواقع كانت لمة واحدة تكفي . كان يكفي رنة هاتف وصوت يباغتك بقول « اشتقتك » « مانسيتك » « احتاجك » لكن لا هاتف يدق. والحب الذي ولد وسط شلالات الكلمات الجميلة .. يموت لأن كلمة واحدة تنقصه !