قصة قيصر الروم هرقل، وما جعله يعترف بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم -
ومن تأمل قصة قيصر الروم هرقل، وما جعله يعترف بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم - من مطابقة صفاته لما يعرفه من البشارات التي جاءت بوصفه في التوراة، والإنجيل خاصة، فإنه يعلم ما لذكر الصفة من أثر في التعرف عليه، فحين وصلت رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه فيها إلى الإسلام، جعل يبحث في مملكته عن من يأتيه بخبر وصفة هذا النبي الذي يدعوه للإسلام، فظفر جنده بأبي سفيان بن حرب زعيم قريش وسيدها قبل أن يسلم، وكان قد خرج في تجارة لقريش إلى الشام، وذلك بعد صلح الحديبية، فأدخل هو ومن معه على هرقل في قصره، فأجلسهم بين يديه.
فقال:أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان:أنا، فأجلسوه بين يديه، وأجلسوا أصحابه خلفه ،ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ،فإن كذبَني فكذِّبوه .
قال أبو سفيان:وأيم الله، لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟
قلت:هو فينا ذو حسب.
قال:فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا.
قال:فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا.
قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم.
قال: يزيدون أو ينقصون؟
قلت: لا، بل يزيدون .
قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟
قلت: لا.
قال: فهل قاتلتموه؟
قلت: نعم .قال :فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه.
قال: فهل يغدر؟
قلت : لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها، ووالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها غير هذه.
قال:فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت:لا،ثم قال لترجمانه:قل له إني سألتك عن حسبه؟ فزعمت أنه ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها.
وسألتك هل كان في آبائه ملك ؟ فزعمت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه.
وسألتك عن أتباعه من الناس أضعفاؤهم أم أشرافهم ؟فقلت بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله.
وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب.
وسألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم.
وسألتك هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه ،فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة.
وسألتك هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله، ثم قال:بم يأمركم؟ قلت:يأمرنا بالصلاة ،والزكاة،والصلة،والعفاف.
قال :إن يك ما تقول فيه حقا، فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي.
ومن تأمل قصة قيصر الروم هرقل، وما جعله يعترف بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم - من مطابقة صفاته لما يعرفه من البشارات التي جاءت بوصفه في التوراة، والإنجيل خاصة، فإنه يعلم ما لذكر الصفة من أثر في التعرف عليه، فحين وصلت رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه فيها إلى الإسلام، جعل يبحث في مملكته عن من يأتيه بخبر وصفة هذا النبي الذي يدعوه للإسلام، فظفر جنده بأبي سفيان بن حرب زعيم قريش وسيدها قبل أن يسلم، وكان قد خرج في تجارة لقريش إلى الشام، وذلك بعد صلح الحديبية، فأدخل هو ومن معه على هرقل في قصره، فأجلسهم بين يديه.
فقال:أيكم أقرب نسبا من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان:أنا، فأجلسوه بين يديه، وأجلسوا أصحابه خلفه ،ثم دعا بترجمانه فقال: قل لهم إني سائل هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ،فإن كذبَني فكذِّبوه .
قال أبو سفيان:وأيم الله، لولا أن يؤثروا علي الكذب لكذبت، ثم قال لترجمانه: سله كيف حسبه فيكم؟
قلت:هو فينا ذو حسب.
قال:فهل كان من آبائه ملك؟ قلت: لا.
قال:فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا.
قال: أيتبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم.
قال: يزيدون أو ينقصون؟
قلت: لا، بل يزيدون .
قال: هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟
قلت: لا.
قال: فهل قاتلتموه؟
قلت: نعم .قال :فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: تكون الحرب بيننا وبينه سجالا يصيب منا ونصيب منه.
قال: فهل يغدر؟
قلت : لا، ونحن منه في هذه المدة لا ندري ما هو صانع فيها، ووالله ما أمكنني من كلمة أدخل فيها غير هذه.
قال:فهل قال هذا القول أحد قبله؟ قلت:لا،ثم قال لترجمانه:قل له إني سألتك عن حسبه؟ فزعمت أنه ذو حسب، وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها.
وسألتك هل كان في آبائه ملك ؟ فزعمت أن لا، فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه.
وسألتك عن أتباعه من الناس أضعفاؤهم أم أشرافهم ؟فقلت بل ضعفاؤهم، وهم أتباع الرسل. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله.
وسألتك هل يرتد أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سخطة له؟ فزعمت أن لا، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب.
وسألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فزعمت أنهم يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم.
وسألتك هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه ،فتكون الحرب بينكم وبينه سجالا ينال منكم وتنالون منه، وكذلك الرسل تبتلى، ثم تكون لهم العاقبة.
وسألتك هل يغدر؟ فزعمت أنه لا يغدر، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك هل قال أحد هذا القول قبله؟ فزعمت أن لا، فقلت لو كان قال هذا القول أحد قبله قلت: رجل ائتم بقول قيل قبله، ثم قال:بم يأمركم؟ قلت:يأمرنا بالصلاة ،والزكاة،والصلة،والعفاف.
قال :إن يك ما تقول فيه حقا، فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي.