قصة "الثعبان والمنشار"
قصة "الثعبان والمنشار"
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ثعبانا ﺩﺧل ﻭﺭﺷﺔ ﻧﺠﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ،
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻌﺾ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن الثعبان يتجول ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮ جﺴمه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺣﻪ ﺟﺮﺣﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎً
ﺍﺭﺗﺒﻚ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻟﺪﻏﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻼﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺣﻮﻝ ﻓﻤﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻳﻬﺎﺟﻤﻪ ﻭﺣﻴﻦ ظن ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻴﺘﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﺃﺧﻴﺮ ﻗﻮى ﻭﺭﺍﺩع .
ﺍﻟﺘﻒ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺟﺴﻤﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﻋﺼﺮﻩ ﻭ ﺧﻨﻘﻪ.
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻭ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻣﻴﺖ ﻻ ﻟﺴﺒﺐ ﺇﻻ ﻟﻄﻴﺸﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ.
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ :
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﺃﻥ ﻧﺠﺮﺡ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻨﺪﺭﻙ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺮﺡ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ .. ﻓﺎﻟﻐﻀﺐ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ و ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻔﻮﻩ ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﻌﻠﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ .
عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
«وَالصُّرَعَةُ» :ِ مَنْ يَصْرَعُ النَّاسَ كَثيراً.
في هذا الحديث: مَدْح من يملك نفسه عند الغضب. قال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران (134) ] .
والغضب: جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير، وقال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني. قال: «لا تغضب» ، فردَّد مرارًا. قال: «لا تغضب» .
وقال عمر بن عبد العزيز: قد أَفْلح مَنْ عُصِم من الهوى، والغضب، والطمع.
قصة "الثعبان والمنشار"
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ثعبانا ﺩﺧل ﻭﺭﺷﺔ ﻧﺠﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ،
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺑﻌﺾ ﺃﺩﻭﺍﺗﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن الثعبان يتجول ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮ جﺴمه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﺣﻪ ﺟﺮﺣﺎً ﺑﺴﻴﻄﺎً
ﺍﺭﺗﺒﻚ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻭ ﻛﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﻗﺎﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻟﺪﻏﻪ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻼﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﺣﻮﻝ ﻓﻤﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻳﻬﺎﺟﻤﻪ ﻭﺣﻴﻦ ظن ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻴﺘﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺮﺩ ﻓﻌﻞ ﺃﺧﻴﺮ ﻗﻮى ﻭﺭﺍﺩع .
ﺍﻟﺘﻒ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺟﺴﻤﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﻋﺼﺮﻩ ﻭ ﺧﻨﻘﻪ.
ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻭ ﺑﺠﺎﻧﺒﻪ ﺛﻌﺒﺎﻥ ﻣﻴﺖ ﻻ ﻟﺴﺒﺐ ﺇﻻ ﻟﻄﻴﺸﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ.
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ :
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﺃﻥ ﻧﺠﺮﺡ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻨﺪﺭﻙ ﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺠﺮﺡ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ .. ﻓﺎﻟﻐﻀﺐ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ و ﻳﻘﺘﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻧﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺘﻔﻮﻩ ﺑﻪ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﻌﻠﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ .
عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ، إنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَملكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
«وَالصُّرَعَةُ» :ِ مَنْ يَصْرَعُ النَّاسَ كَثيراً.
في هذا الحديث: مَدْح من يملك نفسه عند الغضب. قال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران (134) ] .
والغضب: جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير، وقال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني. قال: «لا تغضب» ، فردَّد مرارًا. قال: «لا تغضب» .
وقال عمر بن عبد العزيز: قد أَفْلح مَنْ عُصِم من الهوى، والغضب، والطمع.