وقفة محاسبة قبل الرحيل
العاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.
العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوى
ومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.
ويقول القسطلاني -رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم:
"ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان "
وغاية الصيام التقوى؛ يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.
فهل حققنا تقوى الله في أنفسنا ؟
ما الذي جنيناه من ثمارالطاعات هذا الشهر المبارك ؟
يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
هل قرأنا القرآن وتدبرناه وعملنا به ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟
وما أحسن قول القائل :
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا
ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة .
.يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل )
و يقول الحسن البصري رحمه الله :
( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنكمحروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب )
هل ربينا أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟
هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً *** وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر.
ويخلع عنها كل قيد يعــوقها *** ويعلي منار الحق والصدق والصبر.
فقد حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ، وقلبت ظهر المجن ،
فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محلا لصدارة والريادة
ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ، وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ،
ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،
يقـــــول الله تعالى{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍوَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آل عمران:123] .
أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت *** للشمس تحكي وجهها المصقولا
حطـمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخـذولا.
وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد، وخربت الديار ،
فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان
وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ،وتفيء الظلال ، وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ،
واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله ربالعالمين .
هل ربينا أنفسنا على كظم الغيظ وعدم الانتقام لأنفسنا وعدم الغضب إلا لله؟
وليكن شعـــارك الدائم
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَالْغَضـَبِ "
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ،دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء " رواه الترمذي .
فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر شعارنا ، والحلم والأناة دثارنا
.هل تغلبنا على أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟
خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها ***وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض*** الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغيرةً إن*** الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى
هل تعلمنا معنى العبودية والاستسلام لله جل وعلا في كل الأمور ؟
هل سعينا إلى الأخذ بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟
يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .
إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم
و إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.
العاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.
العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوى
ومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.
ويقول القسطلاني -رحمه الله- معدداً ثمرات الصوم:
"ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان "
وغاية الصيام التقوى؛ يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.
فهل حققنا تقوى الله في أنفسنا ؟
ما الذي جنيناه من ثمارالطاعات هذا الشهر المبارك ؟
يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
هل قرأنا القرآن وتدبرناه وعملنا به ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟
وما أحسن قول القائل :
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا
ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة .
.يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه:
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل )
و يقول الحسن البصري رحمه الله :
( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنكمحروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب )
هل ربينا أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟
هنا مصنع الأبطال يصنع أمةً *** وينفخ فيها قــــوة الروح والـفــــــــكر.
ويخلع عنها كل قيد يعــوقها *** ويعلي منار الحق والصدق والصبر.
فقد حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ، وقلبت ظهر المجن ،
فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ، ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محلا لصدارة والريادة
ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ، وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ، وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ،
ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ، ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،
يقـــــول الله تعالى{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍوَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [آل عمران:123] .
أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت *** للشمس تحكي وجهها المصقولا
حطـمتم الشرك المصغر خده *** فارتد مشلول الخطى مخـذولا.
وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ، وتشرد من المسلمين من تشرد، وخربت الديار ،
فقام الملك المظفر قطز ، بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ، حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان
وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ،وتفيء الظلال ، وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ،
واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ، ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ، والحمد لله ربالعالمين .
هل ربينا أنفسنا على كظم الغيظ وعدم الانتقام لأنفسنا وعدم الغضب إلا لله؟
وليكن شعـــارك الدائم
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِوَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران:134]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَالْغَضـَبِ "
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ،دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء " رواه الترمذي .
فليكن هذا الشهر بداية لأن يكون الصبر شعارنا ، والحلم والأناة دثارنا
.هل تغلبنا على أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟
خـــــل الـذنوب صغــــــــــيرها ***وكبيرها ذاك الـتقى
واصنع كماش فوق أرض*** الشوك يحذر ما يرى
لا تـحـقـرن صـغيرةً إن*** الجبـــــــالَ من الحـــــــــــصى
هل تعلمنا معنى العبودية والاستسلام لله جل وعلا في كل الأمور ؟
هل سعينا إلى الأخذ بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟
يا قوم تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد و إنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال .
إن هذا الحق قد أجهد الناس و حال بينهم وبين شهواتهم
و إنما صبر على الحق : من عرف فضله و رجا عاقبته.