كتابة النص كانت خارج الإطار تماما
أبدى أبطال مسلسل ”أسرار الماضي” الذين نزلوا ضيوفا على ”الخبر” رفقة المخرج بشير سلامي، حالة من الامتعاض ضد كاتبة قصة وسيناريو المسلسل، لاسيما من ناحية الحوار، واعترفوا بحجم التشتت الذي تضمنه سيناريو وحوار المسلسل، ما اضطرهم لإعادة صياغته وتعديله عدة مرات خلال التصوير.
استغربت كل من رانيا سيروتي وبهية راشدي ورضا لغواطي وريم تاعكوشت ويوسف سحايري قرار لجنة قراءة النصوص لدى التلفزيون الجزائري اختيار عملين للكاتبة فاطمة الزهراء لعجامي خلال شهر رمضان هما ”أسرار الماضي” و”نور الفجر” رغم النقائص الكبيرة، وهو رهان كبير يطرح العديد من الأسئلة حول المعايير الحقيقية التي تم على أساسها اختيار النصوص.
يؤكد المخرج بشير سلامي الذي لديه خبرة طويلة في مجال التصوير في التلفزيون الجزائري، أن مسلسل ”أسرار الماضي” يعتبر أطول عمل درامي في تاريخ التلفزيون الجزائري منذ الاستقلال بمعدل 980 مشهد، حيث استغرقت عملية تصويره مدة أربعة أشهر.
ووصف سلامي ذلك بأنه نوع من المغامرة للدخول في شهر رمضان، خصوصا أن معايير تصوير مسلسل تحتاج إلى ثمانية أشهر وذلك من خلال تصوير خمسينية مشهد كحد أقصى، وقال: ”لم يرد في تاريخ الدراما الجزائرية أن تم تصوير ألف مشهد بمعدل ثلاثين حلقة مدة الواحدة منها حوالي 45 دقيقة”. وأوضح المتحدث بأن إدارة البرمجة في التلفزيون الجزائري راهنت عليه بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل ”دموع القلب” السنة الماضية، مضيفا ”إدارة البرمجة في التلفزيون الجزائري طلبت مني حلقات أطول وذلك لتلبية رغبة الجمهور”.
الكاتبة تتحمل المسؤولية
وأوضح سلامي بأن أصعب مرحلة في إنتاج ”أسرار الماضي” كانت عملية اختيار الممثلين المناسبين لأداء أدوار حوالي 40 شخصية بارزة في المسلسل، كما أنه قام بالاستعانة بخبرة مدير البرمجة، واعتمد أيضا على خبرته المهنية في التلفزيون الجزائري، التي أعطته خلفية كبيرة حول أداء الفنانين الجزائريين.
ويروي ”أسرار الماضي” عدة قصص لعائلات جزائرية تعاني كل واحدة منها العديد من المشاكل، وقد اضطر فريق العمل لاسيما البطلة رانيا سيروتي إلى إضفاء العديد من التعديلات على النص الأصلي ليكون جاهزا للتجسيد، كما قالت رانيا: ”النص الأصلي كان كارثيا”، وأضافت في إشارة إلى مسلسل ”أسرار الماضي” و«نور الفجر”: ”أستغرب كيف يراهن التلفزيون على عملين لنفس الكاتبة خلال شهر رمضان رغم أن الكاتبة ليست متخصصة”.
ورغم ذلك لايزال سيناريو المسلسل الذي تم عرض معظم حلقاته عصيا على الفهم لدى المتلقي. وبخصوص هذه المسألة قالت بهية راشدي: ”العمل يحقق نجاحا رغم أن القصة تتسم بالغموض”، وأضافت: ”نحن في الحلقة الواحدة والعشرون ولايزال الجمهور لم يفهم القصة وخيوطها المتشعبة”.
من جهتها، اعتبرت رانيا سيروتي أن الخلل راجع إلى تفكك مسار الأحداث في القصة، كما قالت ريم تاعكوشت: ”السيناريو كان مشتتا وكنت سأرفض العمل لولا ثقتي ببشير سلامي” . ووصف سلامي مشكل النص والأخطاء العديدة التي احتواها بالظاهرة العامة في العمل الدرامي والسينمائي في الجزائر، وقال: ”لا يوجد متخصصون في السيناريو”. وأضاف: ”قمنا بتغيير الكثير في النص الأصلي لإنقاذ العمل”.
.. والتحجج بضيق الوقت
قالت بهية راشدي إن ”الوقت كان ضيقا ولكن بفضل عمل الفريق قدمنا عملا يتحدى عامل الوقت، خصوصا الشباب الذين ألتقي بهم لأول مرة في عمل مشترك، وكان هناك تحد ومجهود وإبداع بمعنى الكلمة”. كما أضافت: ”قمنا بعمل مزدوج في 18 ساعة يوميا”. وذكرت أن عامل الوقت من أهم العوامل التي يحتاجها الممثل لتجاوز مشكلة ”الرداءة” المطروحة في الأعمال الجزائرية.
وأرجعت بهية راشدي العراقيل إلى كثرة الإجراءات الإدارية التي تعتمدها لجنة القراءة مع كثرة النصوص التي تقدم من أجل المشاركة في شهر رمضان، فمن وجهة نظرها فإن عملية تعديل السيناريو ليست مهمة الممثل، وقالت: ”يجب أن يتلقى الممثل نصا وحورا جاهزا”. وأضافت: ”بيرقروطية لجنة القراءة، وعدم تقديم عمل متكامل يجعل حدود إبداع الممثل لا تتجاوز العشرة بالمائة”. ويبقى المشكل الكبير، حسب بشير، هو الوقت الضيق، وقال: ”هذا أحسن الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان”.
.. وفراغ في الحوار
قالت رانيا سيروتي إنها واجهت العديد من المشاكل مع السيناريو لاسيما فيما يخص تكرار نفس الجمل طيلة المسلسل رغم المواقف المتعددة وسرد الحدث بالتفصيل، مع تناسي لغة الصورة ”غياب عنصر التشويق كان واضحا جدا”، وهي مشكلة كانت مطروحة في تجربتها الأولى مع أعمال نفس السيناريست في مسلسل ”دموع القلب” السنة الماضية الذي لعبت فيه رانيا دور البطولة.
وأوضحت بهية راشدي بأن الممثل الجزائري يعاني الأمرين، خصوصا مع الحوار، وقالت: ”الفنان لديه علاقة مباشرة مع الجمهور وهو ما يستطيع كاتب القصة إدراكه”.
من جهته، قال رضا لغواطي إن مشكلة الحوار كانت هي البارزة في السيناريو، وقال: ”شخصية المريض النفسي أعطتني حرية الكلام”، ولكنه أكد أنه طلب من المخرج حذف حوالي عشرين مشهدا من شخصية ربيع لأنها كانت مجرد حشو ولا تقدم شيئا”.
واعتبرت ريم تاعكوشت أنه حان الوقت فعلا لتطهير فضاء كتابة السيناريو: ”الجمهور يدرك كل شيء، لهذا يجب أن نلجأ للتخصص حتى نقدم أعمالا تقدم صورة الجزائر”. ودعا يوسف سحايري المخرجين إلى ضرورة الاقتداء بالأعمال التونسية التي نجحت في ضبط لغة خاصة بالهوية التونسية، لها القدرة على الوصول إلى الدول العربية، وقال: ”لا يوجد سيناريست متخصص في الجزائر بل هناك كتاب يجتهدون كل سنة”.
جدل حول فكرة الجزء الثاني للمسلسل
تساءل فريق العمل عن السر الذي يقف وراء منح التلفزيون الجزائري لعملين هامين خلال شهر رمضان لنفس كاتب السيناريو، كما طرحت فكرة إعداد جزء ثان من المسلسل خلال شهر رمضان القادم جدلا كبيرا خلال الندوة. قالت بهية راشدي: ”نحن في الحلقة الواحدة والعشرين ولم تتضح الصورة وأدوار الأبطال وعلاقة الترابط بين العائلات الثلاثة التي تشكل نسيج المسلسل، الجمهور لم يستوعب القصة”. وأضافت: ”يجب أن يكون هناك جزء ثان ولكن من خلال متابعة حقيقية. نحن لا نعرف نهاية القصة في مسلسل أسرار الماضي”.
وأبدت ريم تاعكوشت رفضا شديدا لفكرة إعداد جزء ثان، وقالت: ”أنا ضد الجزء الثاني للمسلسل نظرا للأخطاء الكبيرة التي تضمنها السيناريو”. من جهته، أوضح رضا لغواطي بأنه من حق السيناريست أن يفكر في الجزائريين، بينما أرجع يوسف سحايري القرار إلى الجمهور من خلال دراسة رأيه بعد انتهاء الجزء الأول . وحسب رانيا سيروتي، فإن فكرة الجزء الثاني تحتاج إلى وجود لجان نقد لديها القدرة على متابعة الأعمال بشكل احترافي، وقالت: ”النقد البناء يصنع الأعمال الجادة”.
المبدعون الجزائريون لم يستثمروا في الربيع العربي
قال الممثل رضا لغواطي إن الجزائر لديها القدرات المالية والتقنية التي يمكن بفضلها إنتاج دراما في المستوى لتصديرها إلى الخارج، وأشار إلى تطورات الأوضاع الأمنية في الدول العربية التي اعتبرها بمثابة فرصة حقيقية للترويج لهذه الدراما.
وفي نفس السياق، أكدت رانيا سيروتي أن هناك نقصا كبيرا في الدراما الجزائرية. بينما أوضحت ريم تاعكوشت بأن اللغة لم تكن عائقا كبيرا في أي عمل درامي، لكن الأمر يحتاج إلى تكوين المبدعين بشكل احترافي، وقالت: ”أؤكد على ضرورة التكوين وهذه فترة مهمة في تاريخ الدراما العربية يمكن للجزائر الاستثمار فيها لإثبات نفسها عربيا”. وتحدث يوسف سحايري عن ضرورة أن تستغل الجزائر الظروف العربية للترويج للأعمال الدراما الجزائرية، وتجاوز عقدة اللغة، داعيا إلى بحث كيفية تمرير اللغة الثالثة المعتمدة في المسرح إلى الأعمال الدرامية.
قالوا عن أدوارهم
رانيا سيروتي: ”البطولة توريط”
قالت رانيا سيروتي إن دور البطولة مسؤولية كبيرة خصوصا بالنسبة لممثلة لم تشتغل كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب ظروفها العائلية، وأوضحت بأنها كانت خائفة من التجربة لاسيما أنها المرة الثانية التي تقوم خلالها بدور البطولة مع المخرج بشير سلامي في عمل درامي رمضاني، ما يعني، حسبها، كبر حجم المسؤولية. وعن بداية ارتباطها بالمشروع قالت: ”بدأ مشروع العمل مع ”أسرار الماضي” منذ السنة الماضية بعد الانتهاء من ”دموع القلب”، وقد اتصل بي بشير منذ شهر جانفي يعرض على الدور”. وأضافت: ”لأن كل الناس تتابع الأعمال في شهر رمضان، فقد اعتبرت ذلك نوعا من التوريط”.
ريم تاعكوشت: ”أول و آخر مرة”
أوضحت ريم تاعكوشت بأنها لم توافق على المشاركة بسهولة في المسلسل، وقالت: ”لا أحب العمل في آخر لحظة، لأنه يصطدم بكثير من المشاكل”، مؤكدة أنها اقتنعت في النهاية بفريق العمل، والمخرج سلامي الذي استعان بالشباب. وقالت تاعكوشت إن التلفزيون مسؤولية، ولكنها عاتبت المخرجين الذين يحاولون حصر الممثل في دور واحد، كما قالت: ”إذا نجحت في دور لن تستطيع التقدم إلى دور أخر”، وأشارت إلى أنها رفضت العديد من الأدوار في مسيرتها مع التلفزيون ”غبت كثيرا عن التلفزيون، لأن معظم الأدوار التي قدمت لي كان له منحى واحد (حنان امرأة)”.
وأوضحت ريم بأن دور أسرار الماضي أعادها إلى التلفزيون بعد غياب، وقالت عنها: ”لم يرهقني كثيرا لأنه لم يكن دور رئيسي وهذه آخر مرة سأوافق فيها على العمل بهذه الطريقة”.
رضا لغواطي: ”المريض النفسي أثر في شخصيتي”
قال الممثل رضا لغواطي إن أداء دور ”ربيع” وهي شخصية مريض نفسي، أثر فيه كثيرا نظرا لقوة الشخصية التي تطلبت منه إجراء أبحاث أكاديمية لاسيما أنه يقوم بهذا الدور لأول مرة، كما قال: ”أول مرة أقوم بمثل هذا الدور”. وأضاف: ”هو دور مركب وكل ممثل يحلم بأداء هذا الدور، وقد استعنت بخبراء في علم النفس للبحث عن تركيبة الشخصية المريضة نفسيا، وهذا يحتاج إلى بحث أكاديمي”. وأكد لغواطي أن الممثل يحتاج إلى أن يستلم السيناريو في وقت مناسب، وقد كانت فترة شهرين ونصف قبل التصوير كافية بالنسبة له للتدرب على شخصية ربيع ”أصبحت جد متشوق لأداء الدور قبل أسبوعين وازداد تأثير الشخصية على حياتي.. تقمص الشخصية ليس سهلا لأنه يأخذ منك الكثير ويتقمص حياتك”.
يوسف سحايري: ”أول مرة أشارك في عمل درامي جزائري”
قال الممثل يوسف سحايري إن مشاركته في مسلسل ”أسرار الماضي” فتحت له الأبواب لدخول عالم التلفزيون والدراما، وقال: ”هذه أول مشاركة لي مع بشير سلامي”. وأضاف عن دوره: ”بالنسبة لشخصيتي في المسلسل هي شخصية سلبية ولكن من وجهة نظر المشاهد هي التي تحرك الأحداث وتعطي خلفية.. وهذه أول مرة أقوم بدور مع التلفزيون الجزائري ومع مخرج جزائري”.
بهية راشدي: ”الحوار تضمن كلمات محرجة”
قالت بهية راشدي إنها واجهت مشاكل كبيرة في حوار الشخصية التي أدتها في مسلسل ”أسرار الماضي”، وقالت: ”واجهت بعض المشاكل في الكلمات التي كان يقترحها الحوار علي”، مضيفة: ”أربعون سنة من العمل والمشكل نفسه في الجزائر”.
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/culture/347734.html#sthash.YXxv2vVI.dpuf
أبدى أبطال مسلسل ”أسرار الماضي” الذين نزلوا ضيوفا على ”الخبر” رفقة المخرج بشير سلامي، حالة من الامتعاض ضد كاتبة قصة وسيناريو المسلسل، لاسيما من ناحية الحوار، واعترفوا بحجم التشتت الذي تضمنه سيناريو وحوار المسلسل، ما اضطرهم لإعادة صياغته وتعديله عدة مرات خلال التصوير.
استغربت كل من رانيا سيروتي وبهية راشدي ورضا لغواطي وريم تاعكوشت ويوسف سحايري قرار لجنة قراءة النصوص لدى التلفزيون الجزائري اختيار عملين للكاتبة فاطمة الزهراء لعجامي خلال شهر رمضان هما ”أسرار الماضي” و”نور الفجر” رغم النقائص الكبيرة، وهو رهان كبير يطرح العديد من الأسئلة حول المعايير الحقيقية التي تم على أساسها اختيار النصوص.
يؤكد المخرج بشير سلامي الذي لديه خبرة طويلة في مجال التصوير في التلفزيون الجزائري، أن مسلسل ”أسرار الماضي” يعتبر أطول عمل درامي في تاريخ التلفزيون الجزائري منذ الاستقلال بمعدل 980 مشهد، حيث استغرقت عملية تصويره مدة أربعة أشهر.
ووصف سلامي ذلك بأنه نوع من المغامرة للدخول في شهر رمضان، خصوصا أن معايير تصوير مسلسل تحتاج إلى ثمانية أشهر وذلك من خلال تصوير خمسينية مشهد كحد أقصى، وقال: ”لم يرد في تاريخ الدراما الجزائرية أن تم تصوير ألف مشهد بمعدل ثلاثين حلقة مدة الواحدة منها حوالي 45 دقيقة”. وأوضح المتحدث بأن إدارة البرمجة في التلفزيون الجزائري راهنت عليه بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل ”دموع القلب” السنة الماضية، مضيفا ”إدارة البرمجة في التلفزيون الجزائري طلبت مني حلقات أطول وذلك لتلبية رغبة الجمهور”.
الكاتبة تتحمل المسؤولية
وأوضح سلامي بأن أصعب مرحلة في إنتاج ”أسرار الماضي” كانت عملية اختيار الممثلين المناسبين لأداء أدوار حوالي 40 شخصية بارزة في المسلسل، كما أنه قام بالاستعانة بخبرة مدير البرمجة، واعتمد أيضا على خبرته المهنية في التلفزيون الجزائري، التي أعطته خلفية كبيرة حول أداء الفنانين الجزائريين.
ويروي ”أسرار الماضي” عدة قصص لعائلات جزائرية تعاني كل واحدة منها العديد من المشاكل، وقد اضطر فريق العمل لاسيما البطلة رانيا سيروتي إلى إضفاء العديد من التعديلات على النص الأصلي ليكون جاهزا للتجسيد، كما قالت رانيا: ”النص الأصلي كان كارثيا”، وأضافت في إشارة إلى مسلسل ”أسرار الماضي” و«نور الفجر”: ”أستغرب كيف يراهن التلفزيون على عملين لنفس الكاتبة خلال شهر رمضان رغم أن الكاتبة ليست متخصصة”.
ورغم ذلك لايزال سيناريو المسلسل الذي تم عرض معظم حلقاته عصيا على الفهم لدى المتلقي. وبخصوص هذه المسألة قالت بهية راشدي: ”العمل يحقق نجاحا رغم أن القصة تتسم بالغموض”، وأضافت: ”نحن في الحلقة الواحدة والعشرون ولايزال الجمهور لم يفهم القصة وخيوطها المتشعبة”.
من جهتها، اعتبرت رانيا سيروتي أن الخلل راجع إلى تفكك مسار الأحداث في القصة، كما قالت ريم تاعكوشت: ”السيناريو كان مشتتا وكنت سأرفض العمل لولا ثقتي ببشير سلامي” . ووصف سلامي مشكل النص والأخطاء العديدة التي احتواها بالظاهرة العامة في العمل الدرامي والسينمائي في الجزائر، وقال: ”لا يوجد متخصصون في السيناريو”. وأضاف: ”قمنا بتغيير الكثير في النص الأصلي لإنقاذ العمل”.
.. والتحجج بضيق الوقت
قالت بهية راشدي إن ”الوقت كان ضيقا ولكن بفضل عمل الفريق قدمنا عملا يتحدى عامل الوقت، خصوصا الشباب الذين ألتقي بهم لأول مرة في عمل مشترك، وكان هناك تحد ومجهود وإبداع بمعنى الكلمة”. كما أضافت: ”قمنا بعمل مزدوج في 18 ساعة يوميا”. وذكرت أن عامل الوقت من أهم العوامل التي يحتاجها الممثل لتجاوز مشكلة ”الرداءة” المطروحة في الأعمال الجزائرية.
وأرجعت بهية راشدي العراقيل إلى كثرة الإجراءات الإدارية التي تعتمدها لجنة القراءة مع كثرة النصوص التي تقدم من أجل المشاركة في شهر رمضان، فمن وجهة نظرها فإن عملية تعديل السيناريو ليست مهمة الممثل، وقالت: ”يجب أن يتلقى الممثل نصا وحورا جاهزا”. وأضافت: ”بيرقروطية لجنة القراءة، وعدم تقديم عمل متكامل يجعل حدود إبداع الممثل لا تتجاوز العشرة بالمائة”. ويبقى المشكل الكبير، حسب بشير، هو الوقت الضيق، وقال: ”هذا أحسن الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان”.
.. وفراغ في الحوار
قالت رانيا سيروتي إنها واجهت العديد من المشاكل مع السيناريو لاسيما فيما يخص تكرار نفس الجمل طيلة المسلسل رغم المواقف المتعددة وسرد الحدث بالتفصيل، مع تناسي لغة الصورة ”غياب عنصر التشويق كان واضحا جدا”، وهي مشكلة كانت مطروحة في تجربتها الأولى مع أعمال نفس السيناريست في مسلسل ”دموع القلب” السنة الماضية الذي لعبت فيه رانيا دور البطولة.
وأوضحت بهية راشدي بأن الممثل الجزائري يعاني الأمرين، خصوصا مع الحوار، وقالت: ”الفنان لديه علاقة مباشرة مع الجمهور وهو ما يستطيع كاتب القصة إدراكه”.
من جهته، قال رضا لغواطي إن مشكلة الحوار كانت هي البارزة في السيناريو، وقال: ”شخصية المريض النفسي أعطتني حرية الكلام”، ولكنه أكد أنه طلب من المخرج حذف حوالي عشرين مشهدا من شخصية ربيع لأنها كانت مجرد حشو ولا تقدم شيئا”.
واعتبرت ريم تاعكوشت أنه حان الوقت فعلا لتطهير فضاء كتابة السيناريو: ”الجمهور يدرك كل شيء، لهذا يجب أن نلجأ للتخصص حتى نقدم أعمالا تقدم صورة الجزائر”. ودعا يوسف سحايري المخرجين إلى ضرورة الاقتداء بالأعمال التونسية التي نجحت في ضبط لغة خاصة بالهوية التونسية، لها القدرة على الوصول إلى الدول العربية، وقال: ”لا يوجد سيناريست متخصص في الجزائر بل هناك كتاب يجتهدون كل سنة”.
جدل حول فكرة الجزء الثاني للمسلسل
تساءل فريق العمل عن السر الذي يقف وراء منح التلفزيون الجزائري لعملين هامين خلال شهر رمضان لنفس كاتب السيناريو، كما طرحت فكرة إعداد جزء ثان من المسلسل خلال شهر رمضان القادم جدلا كبيرا خلال الندوة. قالت بهية راشدي: ”نحن في الحلقة الواحدة والعشرين ولم تتضح الصورة وأدوار الأبطال وعلاقة الترابط بين العائلات الثلاثة التي تشكل نسيج المسلسل، الجمهور لم يستوعب القصة”. وأضافت: ”يجب أن يكون هناك جزء ثان ولكن من خلال متابعة حقيقية. نحن لا نعرف نهاية القصة في مسلسل أسرار الماضي”.
وأبدت ريم تاعكوشت رفضا شديدا لفكرة إعداد جزء ثان، وقالت: ”أنا ضد الجزء الثاني للمسلسل نظرا للأخطاء الكبيرة التي تضمنها السيناريو”. من جهته، أوضح رضا لغواطي بأنه من حق السيناريست أن يفكر في الجزائريين، بينما أرجع يوسف سحايري القرار إلى الجمهور من خلال دراسة رأيه بعد انتهاء الجزء الأول . وحسب رانيا سيروتي، فإن فكرة الجزء الثاني تحتاج إلى وجود لجان نقد لديها القدرة على متابعة الأعمال بشكل احترافي، وقالت: ”النقد البناء يصنع الأعمال الجادة”.
المبدعون الجزائريون لم يستثمروا في الربيع العربي
قال الممثل رضا لغواطي إن الجزائر لديها القدرات المالية والتقنية التي يمكن بفضلها إنتاج دراما في المستوى لتصديرها إلى الخارج، وأشار إلى تطورات الأوضاع الأمنية في الدول العربية التي اعتبرها بمثابة فرصة حقيقية للترويج لهذه الدراما.
وفي نفس السياق، أكدت رانيا سيروتي أن هناك نقصا كبيرا في الدراما الجزائرية. بينما أوضحت ريم تاعكوشت بأن اللغة لم تكن عائقا كبيرا في أي عمل درامي، لكن الأمر يحتاج إلى تكوين المبدعين بشكل احترافي، وقالت: ”أؤكد على ضرورة التكوين وهذه فترة مهمة في تاريخ الدراما العربية يمكن للجزائر الاستثمار فيها لإثبات نفسها عربيا”. وتحدث يوسف سحايري عن ضرورة أن تستغل الجزائر الظروف العربية للترويج للأعمال الدراما الجزائرية، وتجاوز عقدة اللغة، داعيا إلى بحث كيفية تمرير اللغة الثالثة المعتمدة في المسرح إلى الأعمال الدرامية.
قالوا عن أدوارهم
رانيا سيروتي: ”البطولة توريط”
قالت رانيا سيروتي إن دور البطولة مسؤولية كبيرة خصوصا بالنسبة لممثلة لم تشتغل كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب ظروفها العائلية، وأوضحت بأنها كانت خائفة من التجربة لاسيما أنها المرة الثانية التي تقوم خلالها بدور البطولة مع المخرج بشير سلامي في عمل درامي رمضاني، ما يعني، حسبها، كبر حجم المسؤولية. وعن بداية ارتباطها بالمشروع قالت: ”بدأ مشروع العمل مع ”أسرار الماضي” منذ السنة الماضية بعد الانتهاء من ”دموع القلب”، وقد اتصل بي بشير منذ شهر جانفي يعرض على الدور”. وأضافت: ”لأن كل الناس تتابع الأعمال في شهر رمضان، فقد اعتبرت ذلك نوعا من التوريط”.
ريم تاعكوشت: ”أول و آخر مرة”
أوضحت ريم تاعكوشت بأنها لم توافق على المشاركة بسهولة في المسلسل، وقالت: ”لا أحب العمل في آخر لحظة، لأنه يصطدم بكثير من المشاكل”، مؤكدة أنها اقتنعت في النهاية بفريق العمل، والمخرج سلامي الذي استعان بالشباب. وقالت تاعكوشت إن التلفزيون مسؤولية، ولكنها عاتبت المخرجين الذين يحاولون حصر الممثل في دور واحد، كما قالت: ”إذا نجحت في دور لن تستطيع التقدم إلى دور أخر”، وأشارت إلى أنها رفضت العديد من الأدوار في مسيرتها مع التلفزيون ”غبت كثيرا عن التلفزيون، لأن معظم الأدوار التي قدمت لي كان له منحى واحد (حنان امرأة)”.
وأوضحت ريم بأن دور أسرار الماضي أعادها إلى التلفزيون بعد غياب، وقالت عنها: ”لم يرهقني كثيرا لأنه لم يكن دور رئيسي وهذه آخر مرة سأوافق فيها على العمل بهذه الطريقة”.
رضا لغواطي: ”المريض النفسي أثر في شخصيتي”
قال الممثل رضا لغواطي إن أداء دور ”ربيع” وهي شخصية مريض نفسي، أثر فيه كثيرا نظرا لقوة الشخصية التي تطلبت منه إجراء أبحاث أكاديمية لاسيما أنه يقوم بهذا الدور لأول مرة، كما قال: ”أول مرة أقوم بمثل هذا الدور”. وأضاف: ”هو دور مركب وكل ممثل يحلم بأداء هذا الدور، وقد استعنت بخبراء في علم النفس للبحث عن تركيبة الشخصية المريضة نفسيا، وهذا يحتاج إلى بحث أكاديمي”. وأكد لغواطي أن الممثل يحتاج إلى أن يستلم السيناريو في وقت مناسب، وقد كانت فترة شهرين ونصف قبل التصوير كافية بالنسبة له للتدرب على شخصية ربيع ”أصبحت جد متشوق لأداء الدور قبل أسبوعين وازداد تأثير الشخصية على حياتي.. تقمص الشخصية ليس سهلا لأنه يأخذ منك الكثير ويتقمص حياتك”.
يوسف سحايري: ”أول مرة أشارك في عمل درامي جزائري”
قال الممثل يوسف سحايري إن مشاركته في مسلسل ”أسرار الماضي” فتحت له الأبواب لدخول عالم التلفزيون والدراما، وقال: ”هذه أول مشاركة لي مع بشير سلامي”. وأضاف عن دوره: ”بالنسبة لشخصيتي في المسلسل هي شخصية سلبية ولكن من وجهة نظر المشاهد هي التي تحرك الأحداث وتعطي خلفية.. وهذه أول مرة أقوم بدور مع التلفزيون الجزائري ومع مخرج جزائري”.
بهية راشدي: ”الحوار تضمن كلمات محرجة”
قالت بهية راشدي إنها واجهت مشاكل كبيرة في حوار الشخصية التي أدتها في مسلسل ”أسرار الماضي”، وقالت: ”واجهت بعض المشاكل في الكلمات التي كان يقترحها الحوار علي”، مضيفة: ”أربعون سنة من العمل والمشكل نفسه في الجزائر”.
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/culture/347734.html#sthash.YXxv2vVI.dpuf