قبل عدة أسابيع رأيت في شاشة التلفاز صورة طفل رضيع بريء وجميل فقلت لأمي من هذا و لما صورته موضوعة في التلفاز فأجابتني بنبرة حزينة يا بنيتي هذا ليث إبن احد أقرباء جارنا فقد إختطفوه بعدما أخذه أبوه إلى المستشفى لأن الطبيبة قالت بأنها تشك أن الرضيع مريض ب " الصفاير " وعند منتصف الليل طلبت أم الرضيع من أبوه بأن يذهب لتفقده لأنه ضاق صدرها و أحست بالكآبة فذهب الرجل إلى المستشفى عند منتصف الليل و لكن لم يسمحو له بالدخول لأن وقت الزيارة إنتهت ومن ثم في الصباح أسرع الأب إلى المستشفى لأن الأم مازالت تحس بالضيق فأخبروه الخبر المؤسف و الشنيع بأن إبنه إختطف فأصبحت كل القنوات تعرض الأحداث و كلمن يشاهد والدا الطفل في تلك الحالة يهرع بالبكاء ويقشعر جلده و يشرع بالدعاء من أجل عودة الرضيع إلى أحضان والديه
ما إن أنهت أمي حديثها ضاق صدري و بعدما شاهدت أبواه على التلفاز خلوت بغرفتي وشرعت أبكي و أردد : ماذنبه ماذنب هذا الرضيع البريء
و كل يوم أسمع و أرى نفس الحكاية
في مساء اليوم نهظت من قيلولتي إذ أسمع بأبي دخل إلى المنزل و به فرحة كبيرة و يخبرنا " نظن نظن بأنهم وجدو ليث "
فقشعر جلدي و فرحت كثيرا فتابعت الأخبار على شاشة التلفاز و ظهرت الحقيقة إذ أن إمرأة عاقر و زوجها من سكيكدة إختطفا الرضيع و إذ بإمرأة جارتها تسمع كل ليلة صياح الصغير فاتصلت بالشرطة فأخذو و قد إعترفت المرأة أن الرضيع مخطوف و أنه من قسنطينة فإتصل رجال الشرطة بوالدي الرضيع من أجل إجراء التحاليل ولكن الرجل هرب بسيارة سياحية صينية من 2013 و نحن نتظر النتيجة على شاشة التلفاز إذ بجارنا يصيح و قد وصلته مكالمة هاتفية من والدي الرضيع أنه هو ليث ليث المفقود فهز حينا بالزغاريد و أصبحنا نتصل بجميع من نعرفهم أنه هو
و بعد نصف ساعة إنتشر الخبر في التلفاز
ولكن متى ستسمر حالة الإختطاف بقسنطينة العام الفائت إبراهيم و هارون و هذا العام ليث
كفو كفو عن إختطاف الأطفال الأبرياء عشتم حياتكم و تريدون سلب حياة الأطفال الأبرياء
إلى متى إلى متى ستتوبون أو لا لن تتوبو وتريدون ذوق طعم عذاب الجحيم الويل الويل و الويل والويل لجميع من إختطف أو ساهم في إختطاف الأبرياء